بكين
حذر وزير الخارجية الصينى وانغ يى اليوم الأربعاء من حدوث كارثة انسانية فى ليبيا علي غرار الكارثة التى تعانى منها سوريا، مؤكدا رغبة الصين فى بذل جهود مشتركة مع الشركاء الاقليميين للتوصل الى تسوية سياسية للأزمة الليبية.
وقال في تصريحات صحفية عقب عقده جلسة محادثات مع وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوى، الذي يقوم بزيارة رسمية الى بكين حاليا، أنه يتعين احترام سيادة ليبيا والحفاظ علي استقلالها ووحدة أراضيها.
وشدد وانغ على أن الصين ملتزمة بالسعي لإيجاد تسوية سياسية للأزمة الليبية، وأشار إلى أن مستقبل ليبيا يجب أن يحدده شعبها، داعيا جميع أطراف الصراع هناك إلى السعي لحل الخلافات فيما بينهم من خلال الحوار والتفاوض.
وأكد الوزير على ضرورة تعزيز التعاون الدولى في مجال مكافحة الإرهاب، محذرا من أنه ومنذ تحقيق تقدم ملحوظ في الحرب ضد الإرهاب فى العراق وسوريا أصبحت ليبيا هدفا للإرهابيين.
وأكد وانغ تمسك الصين بموقفها بأن تقود الأمم المتحدة عملية السلام فى ليبيا، وأن يتم دوما تفهم وأخذ مخاوف الدول المجاورة لليبيا في الاعتبار.
وقال إن بكين تؤيد دوما جهود الوساطة التي تقوم بها الأمم المتحدة وتشارك فيها، منوها بما قدمته بلاده من مساعدات انسانية لليبيا وجيرانها فى حدود استطاعتها.
وكان وانغ أعرب خلال محادثاته مع الجهيناوى عن تقديره لدعم تونس لمبادرة الحزام والطريق، وتعهد بأن يتم تشجيع المزيد من الشركات الصينية على المشاركة فى مشروعات الاستثمار والتنمية فى تونس.
ومن جانبه، طالب وزير الخارجية التونسي بالسعي لتسوية سياسية للأزمة الليبية على أساس اتفاق السلام الذي تم التوصل إليه عام 2015 تحت رعاية الأمم المتحدة.
وأشاد الجهيناوى بموقف الصين من الأزمة الليبية وأعرب عن أمله في أن تلعب الصين دورا أكبر فى حل الأزمة بطريقة سلمية فى أقرب وقت ممكن، كما أعرب عن استعداد تونس للتعاون مع الصين فى قضايا مثل إصلاح مجلس الأمن الدولي ومكافحة الإرهاب.
كانت وزارة الخارجية الصينية أعلنت الأسبوع الماضي عن زيارة وزير الخارجية التونسي للصين والتي ستسمر حتى بعد غد الجمعة بناء علي دعوة من نظيره الصيني.
وأشاد المتحدث بإسم الوزارة قنغ شوانغ فى بيان رسمى بما تتمتع به العلاقات الصينية التونسية من نمو صحي ومستقر منذ اقامتها قبل 53 عاما مضت.
وأكد تأييد الصين للجهود التي تبذلها تونس لحماية استقرارها الوطني وتعزيز تنميتها، معربا عن استعداد الصين للعمل معها لتعميق الثقة السياسية المتبادلة، وتعزيز التعاون في مختلف المجالات، والدفع بالنمو المطرد للعلاقات الثنائية.
وأشار قنغ إلى أن هذه ستكون أول زيارة يقوم بها الجهيناوى للصين منذ توليه مهام منصبه، واصفا إياها بالخطوة الهامة بالنسبة لكلا البلدين حيث إنها ستكون فرصة للجانبين لتبادل وجهات النظر المتعمقة حول القضايا الدولية والإقليمية ذات الإهتمام المشترك، ومعربا عن أمله في أن تسفر الزيارة عن توطيد التوافق، وتعميق التعاون، وتعزيز الصداقة بين البلدين.